معجم مصطلحات التربية لفظا واصطلاحاً
تأليف الاستاذ الدكتور فارق عبده فلية
والدكتور احمد عبد الفتاح الزكي
تقديم المؤلفين:
تشكل قضية المصطلح جانبا مهما في العلوم الاجتماعية عامة والعلوم التربوية بشكل خاص ، فهذه الأخيرة لم تستكمل بنيتها بعد ، وتتسم بقدر غير قليل من عدم التماسك ، وقدر أكبر من اختلاف وجهات النظر التي تصل إلي حد المعارضة ؛ مما أدي إلي تشعب الآراء وتشابك المفاهيم والافتقار إلي نقطة انطلاق موحدة ، بما لذلك من تداعيات علي البحث والباحثين في هذا المجال .
لذلك فإن انتقاء مصطلحات البحث وتحديدها تحديدا دقيقا يعد من أهم خطوات البحث العلمي والتربوي والتي يجب علي الباحثين القيام بها بمجرد اختيار الفكرة والاستقرار عليها ، وتكمن أهمية تلك المصطلحات وتحديدها في أن الباحث سوف يسير علي هديها علي مدار رحلة بحثه .
لهذا عزيزي القارئ كان التفكير في هذا المعجم الذي يأتي لبنة في بناء معرفي مهم وجاد ، سبقتها لبنات وجهود مشكورة في هذا السبيل ، ولا بد أن تأتي بعدها وتتبعها جهود صادقة جديدة ، تساعد نهر المعرفة علي الجريان والعطاء .
والمعجم الذي بين أيدينا الآن يستهدف تيسير السبيل علي الباحثين في مجال التربية والمهتمين بها في التعرف علي المصطلحات التربوية لغة واصطلاحا ، ويسير في سبيل تحقيق هذا الهدف علي منهج موحد وطريقة ثابتة في عرض تلك المصطلحات ؛ إذ يبدأ بعرض المصطلح كما هو شائع في الأدبيات التربوية موضحا ما يقابله باللغة الانجليزية ، ثم يبين المعني اللغوي للمصطلح من خلال تحديد المادة التي اشتق منها والمعاني اللغوية المختلفة التي ينطوي عليها ، يلي ذلك بيان للمعني الاصطلاحي لهذا المصطلح والدلالات المختلفة التي يتضمن عليها والتعريفات التربوية التي يقترن بها ، مع الإشارة إلي المعاني الاصطلاحية التي تناولت هذا المصطلح من جوانب متعددة متباينة .
وقد فضل المؤلفان وضع المصطلحات في ترتيبها الأبجدي بدون استخدام أداة التعريف وكذلك بدون تجريد المصطلح إلي حروفه الأصيلة وذلك تسهيلا لعملية البحث بالنسبة للقارئ غير المتخصص في اللغة العربية وتجنبا لتكرار العديد من المصطلحات .
وقد ألحق المؤلفان المعجم بكشاف عربي وآخر أجنبي لجميع المصطلحات الواردة بالمعجم ، وبذلك يستطيع القارئ أن يطلع علي المصطلح الذي يبحث عنه سواء باللغة العربية أو باللغة الإنجليزية في الكشاف ويحدد الصفحة التي ورد بها ، وبذلك يحصل علي معني المصطلح باللغة العربية أوالإنجليزية ومعني هذا المصطلح لغة واصطلاحا دون مشقة تذكر .
ويبقي أن نوضح أننا بهذا المعجم إنما نستهدف إيجاد وحدة فكرية حول المصطلحات والمفاهيم التربوية ، أو علي الأقل إيجاد أكبر مساحة من الفهم المشترك الذي سيؤدي بالضرورة إلي إثراء البحوث وتوحيد الرؤى وتقريب وجهات النظر ورأب الصدع فيما يتعلق بمساحات الاختلاف .
وهذا المعجم يأتي خدمة للمشتغلين بالعلوم الاجتماعية بشكل عام ، وللمشتغلين بالعلوم التربوية علي وجه الخصوص ، ولا شك أنه سيفيد جمهرة الباحثين والدارسين وكل المشتغلين والمهتمين بالعلوم التربوية .
وإننا إذ نقدم هذا العمل ليحدونا الأمل في أن يأتي محققا للأهداف التي توخيناها خدمة للبحث والباحثين .
والله من وراء القصد .
تعليقات
إرسال تعليق